جاري التحميل ....
Adds
single-post

إدارة النادي الناجحة (فن القيادة ومسؤولية الإنجاز

18/04/2025

 إدارة النادي الناجحة  (فن القيادة ومسؤولية الإنجاز)

كتب /  أ . أحمد بارفيد / حضرموت سبورت

في كل ناد رياضي ينبض بالحياة والطموح تقف خلفه إدارة تشكل قلبه النابض وعقله المدبر ونؤمن أنه لا توجد إدارة فاشلة أو تسعى للفشل ولا ولاتوجد إدارة تحمل نية الاخفاق بل إن كل إدارة تبدأ مشوارها محملة بالآمال مدفوعة بتحدي نفسها مشحونة بالرغبة في إحداث الفارق وترك الأثر.

ومع ذلك فإن النجاح لا يمنح بالنوايا فقط بل يصنع بالهمة ويبنى بالوعي ويقاس بما تحققه الإدارة من نتائج ملموسة ومن بنية تحتية مواكبة للحداثة و بيئة مستقرة وملهمة...

لذلك وجب علينا معرفة ما هو سر الإدارة الناجحة؟ و ما هي مفاتيحها؟ وكيف يتحول الطموح إلى واقع؟ كيف نجسد نجاحنا على الواقع؟

وحين نقرأ التاريخ ونجالس المخضرمين للإجابة على تلك الاسئلة وجدنا الإجابة في التالي:

 أولاً : وحدة الصف وروح الفريق الواحد للإدارة (الوحدة الإدارية)

فالنجاح لا يولد في بيئة منقسمة ولا ينمو وسط صراعات داخلية... إن أول ما تحتاجه أي إدارة ناجحة هو الانسجام فيما بينها البين... بأن يعمل أعضاؤها بروح واحدة وفكر متكامل دون أنانية أو تغليب للمصالح الشخصية فالرأي الجماعي المدروس ولو اختلفت حوله الآراء بداية  يظل أقوى من قرار فردي يرتكز على اجتهاد معزول فلن تكون الإدارة ناجحة الا اذا تكاتفت فيما بينها البين وتكون أسرة واحدة .

 ثانياً : القيادة الواعية والمسؤولة... فرئيس النادي هو ربان السفينة ومصدر الاستقرار أو التوتر ...نجاحه لا يقاس فقط بما يحقق من بطولات بل بقدرته على استيعاب الفريق الاداري و احتواء التحديات و الاختلافات والخلافات و رسم خارطة الطريق الممنهجة بمشورة الجميع  إلى جانب ذلك اتخاذ القرارات في الوقت المناسب...  أن تكون للرئيس رؤية بعيدة رؤية مستقبلية للتطوير بالفكر والحركة والسعي... قادرا على موازنة العاطفة بالحزم والحسم والمشورة أحيانا تكون كلمته هي القوة الفاصلة عند الاختلاف...

 ثالثاً : السرية والانضباط الإداري:

ان النجاح لا يحب الضجيج والإدارة الناجحة تعرف متى تتحدث ومتى تصمت إن سرية العمل تحفظ هيبة الإدارة وتحميها من التشتت والتسريبات وتمنحها قوة في التفاوض واتخاذ القرار فلا مكان للعشوائية ولا للتهاون في حفظ خصوصيات الإدارة خاصة والنادي عامة فلا تجعل مايدار في اجتماعاتها الإدارية في الشارع يعلم بها المعني و غير المعني فنبتعد من العشوائية في نقل قرارات الاجتماعات لتعطى هيبة لتلك القرارات .

 رابعاً : تمكين الإنسان قبل الفوز .

ان اللاعب ليس آلة تصنع النتائج بل روح تحتاج إلى صقل وموهبة تحتاج إلى رعاية... الإدارة  الناجحة هي التي تهتم ببناء اللاعب أخلاقيا و فنيا... وتمنحه الثقة والاحترام... الإدارة الناجحة هي التي تؤسس لمستقبل حقيقي لا مجد عابر... وينطبق هذا على كل أفراد المنظومة من مدربين وإداريين وعمال فالجميع شركاء في الإنجاز..

 خامسا : احترام المنتسبين و الجمهور( رابطة المشجعين): 

ان منتسبي النادي و الجمهور ليس متفرجا فحسب بل هو نبض النادي وصوته وأساس وجوده... فالإدارة الناجحة تتواصل بشفافية و تصارح عند الحاجة وتقنع حين يصعب التفسير... فالثقة لا تفرض بل تكتسب والتقدير لا يطلب بل يستحق لذلك فالمنتسبين والجمهور يحتاجون للقاءات متكررة لتذويب الجليد وتأكيد النجاح... فهم يحتاجون إلى الشفافية البناءة يحتاجون للاهتمام والدعم والتنظيم المستمر فهم النصر قبل الانتصار .

 سادساً : العمل المؤسسي والاستدامة.

ان الإدارة الناجحة لا ترتبط بأشخاص وتحدد بوقت بل تبنى على نظام وسياسة ولوائح وقوانين واضحة وأهداف قابلة للقياس تبني اليوم لما بعد الغد وتزرع ما تحصده أجيال فلا تخشى التغيير بل تصنعه حين يلزم ولا تنتظر الظروف بل تخلقها حين تغيب.

 خاتمة:

إدارة النادي الناجحة ليست معادلة معقدة بل هي مزيج من الإخلاص والحكمة و التروي والانضباط والرؤية الثاقبة والشفافية البناءة... وحين تجتمع هذه الصفات يولد النجاح  ويصبح النادي منارة تفتخر بها الجماهير وصرحا يستمر رغم تغير الأسماء والوجوه...

 فلتكن إدارات أنديتنا على قدر الحلم لا ترضى بالأقل ولا تكتفي بالاجتهاد بل تصنع المجد بخطى واثقة ورؤية واضحة وحركة وسعي لتحقيق أهداف النادي وطموح الجمهور .

فالإدارة الناجحة هي التي لا تكتفي بالجلوس على الكرسي  أو بين جدران المكتب بل هي المتحركة الساعية...وهي التي تستطيع أن تقيم نفسها بنفسها يوميا ماذا حققت وماذا أنجزت وما هو الجديد التي تميزت به عن غيرها لرقي النادي ماذا صنعت هي وليس ماذا صنعوه لها ...