لا تقللوا من تاريخ التضامن
25/10/2025
لا تقللوا من تاريخ التضامن!
كتب / عثمان الغتنيني / حضرموت سبورت
أثناء متابعتي لبعض المحللين في القنوات الرياضية الفضائية، التي أصبحت منتشرة كالنار في الهشيم ـ ولا ندري هذه القنوات تابعة لمن بالضبط؟! ـ توقّفت عند ما قيل بعد مباراة التضامن حضرموت والشباب السعودي.
فقد أصبحت هذه المباراة “ترنداً”، والكل يتحدث عنها، بل يستنكر فوز التضامن على الشباب، حتى إن بعضهم وصفه بـ المعجزة الكروية!
وفي الحقيقة، في كرة القدم لا توجد معجزات بهذا المعنى، بل إصرار وجهد وعزيمة.
وإذا عدنا إلى التاريخ، نجد أن المنتخبات العربية نفسها أحرجت أقوى منتخبات العالم، سواء في الثمانينيات أو في الألفية الثالثة، ولم يقل أحد حينها إن ذلك كان معجزة! بل كانت نتائج طبيعية للجهد والانتماء والإصرار.
فهل إذا فاز أحد المنتخبات العربية بكأس العالم سنسمي ذلك معجزة؟ أم هو ثمرة عمل طويل وتخطيط وجهد؟
الذي حيّرني أن بعض النقاد قالوا إن نادي التضامن حديث التأسيس، وإنه هزم الشباب السعودي العريق!
وتناسوا أن نادي التضامن تأسس في عام 1959م، أي قبل تأسيس بعض اتحادات كرة القدم في الوطن العربي!
وكان النادي من أفضل الأندية اليمنية، منافساً شرساً لجميع الأندية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وحتى بعد الوحدة اليمنية عام 1990م، ظل من أبرز الأندية أداءً وحضوراً.
نعم، لا ننكر أن هناك فارقاً في الإمكانيات بين الناديين ـ هذا أمر لا غبار عليه ـ سواء من ناحية المحترفين أو البنية التحتية الرياضية أو قوة الدوري السعودي الذي يُعدّ من أفضل الدوريات العربية والآسيوية، ويكاد ينافس الدوريات العالمية.
بينما في اليمن، وللأسف، توقّف الدوري منذ سنوات بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد.
ومع ذلك، فوز التضامن على الشباب ليس معجزة، بل هو نتيجة طبيعية للروح القتالية والإصرار الذي أظهره اللاعبون، ولثقة المدرب، ولتفاني الفريق بأكمله.
من يصف هذا الفوز بالمعجزة، لا يفقه في كرة القدم شيئاً، ولا يصلح محللاً كروياً ولا حتى متابعاً نزيهاً.
وللتذكير فقط، فقد هزم الأهلي اليمني في وقت سابق نادي السد القطري في الدوحة بنتيجة (2 – 0)، وكان السد حينها من أقوى أندية قطر والخليج، ولم يقل أحد إن ذلك كان معجزة كروية!
يا سادة، في كرة القدم لا توجد معجزات، بل توجد مفاجآت تصنعها العزيمة.
احترموا تاريخ الأندية العريقة، ولا تقللوا من قيمة نادي التضامن حضرموت، فله تاريخ كبير وجمهور وفيّ، وإن ضاق به المقام، فالمستقبل حتماً سيكون أوسع لمن يؤمن بالعمل لا بالكلام.
وختاماً، نقول لكل المحللين والمتابعين: خليكم منصفين… وخليكم حنينين!