الرياضة في وادي حضرموت: صحوة حقيقية ...أم تنافس حزبي لكسب الشباب
08/10/2025
الرياضة في وادي حضرموت: صحوة حقيقية ...أم تنافس حزبي لكسب الشباب؟
كتب / د/ محمد البطاطي / حضرموت سبورت
- شهدت الساحة الرياضية في وادي حضرموت خلال السنوات الأخيرة حراكًا ملحوظًا على مستوى الأندية والاتحادات، وعودة تدريجية للبطولات والمسابقات بعد سنوات من الجمود والتحديات.
هذا النشاط المتزايد طرح تساؤلات ؟؟؟ بين المراقبين والمتابعين:
هل ما نشهده اليوم هو صحوة رياضية حقيقية نابعة من وعي إداري وشبابي بأهمية الرياضة؟
أم أنه تنافس حزبي أو سياسي يسعى إلى كسب ولاء الشباب وتوظيف الرياضة في الصراع غير الرياضي؟
أولًا: ملامح الصحوة الرياضية في وادي حضرموت
لا يمكن إنكار أن الرياضة في وادي حضرموت تمر بمرحلة انتعاش ملحوظ، يتجلى في:
كثافة البطولات على مستوى الأندية والمنتخبات المحلية.
- تنشيط البنية التحتية الرياضية عبر مشاريع ترميم وتحسين الملاعب.
- زيادة مشاركة الشباب في مختلف الألعاب، خصوصًا كرة القدم وألعاب القوى.
- تنامي دور الإعلام الرياضي المحلي في تغطية الفعاليات ونقل الصورة الإيجابية.
هذه المظاهر تعكس رغبة حقيقية لدى القيادات الرياضية في إحياء الحركة الرياضية وتحويلها إلى وسيلة تربية وتنمية وبناء وطني.
ثانيًا: البعد السياسي والتنافس الحزبي :
في المقابل، لا يمكن تجاهل أن بعض التحركات والفعاليات تحمل طابعًا تنافسيًا ذا بعد حزبي أو مناطقي، حيث تحاول بعض الأطراف استغلال الحماس الرياضي لاستمالة الشباب وكسبهم إلى صفوفها.
يظهر ذلك أحيانًا في:
- شعارات وتوجهات سياسية تتسلل إلى الأنشطة الرياضية.
- محاولات بعض الجهات رعاية الأندية أو البطولات لتحقيق مكاسب إعلامية.
- التداخل بين الرياضة والعمل التنظيمي والسياسي في بعض المناطق.
وهنا تكمن الخطورة في أن يتحول ميدان الرياضة – وهو مجال للوحدة والتنافس الشريف – إلى منصة صراع سياسي تزرع الانقسام بدلاً من أن تجمع الشباب على قيم الروح الرياضية والوطنية.
ثالثًا: التحدي أمام المؤسسات الرياضية:
المرحلة الحالية تضع على عاتق الاتحادات الرياضية والأندية والإدارات المحلية مسؤولية كبرى، تتمثل في:
- تحييد الرياضة عن الصراعات الحزبية والمناطقية.
- ترسيخ القيم الرياضية كأداة تربية وطنية وتنمية اجتماعية.
- دعم الكفاءات الشبابية وتوفير بيئة آمنة ومحايدة لممارسة النشاط الرياضي.
- إشراك المؤسسات التعليمية والرقابية في ترسيخ الشفافية والنزاهة في إدارة الشأن الرياضي.
رابعًا: نحو رياضة وطنية جامعة:
إن الرياضة كانت وستظل لغة الشعوب، وأداة للوحدة والتفاهم بين أبناء الوطن الواحد.
ولكي تكون الصحوة الرياضية في وادي حضرموت حقيقية، لا بد أن تقوم على أسس مهنية وإدارية نزيهة، بعيدة عن الأجندات الحزبية الضيقة. فالشباب بحاجة إلى من يحتضن طموحاتهم لا من يستغلها، وإلى من يبني قدراتهم لا من يوظفهم لأهداف آنية.