جاري التحميل ....
Adds
single-post

من هنا سافر التاريخ

11/07/2020

 من هنا سافر التاريخ !!!!

كتب / فؤاد باضاوي / حضرموت سبورت

         ( يحيى بن علي الحاج ) الراحل الى القلوب والوجدان المكلاوية الحضرمية ، كان يتنفس المكلا هواءا وعشقا وتسكنه المدينة الحالمة حلما جميلا ونجم  تعددت مواهبه وتنوعت هواياته ، تربويا قديرا ، ورياضيا فلتة ، ومسرحيا مبدعا ، خاض معترك الحياة بعنفوانه وكفاحه الكبير فتجدرت علاقته بالبحر والجبل وشوارع ومعالم المكلا فعمل  في ميناء المكلا في وقت فراغه وأجازاته ولم يستجدي أحدا ، عزيز نفس  وكبرياء وشموخ إنساني ، عرف الشهرة والمجد وتعاطى الحياة بكل مافيها من عاطفة وإحساس ولم أسمعه يوما يتحدث عن نفسه وهو التاريخ بكله فقد كان يعلم أن قومه سيتذكرونه ذات يوم إذا جد جدهم ، وهم يعلمون إنه في الليلة الظلماء يفتقد البدر وكان يحيى بدرا يشع نورا وتوهجا طوال حياته ...                                                                لم يتدمر يوما أو يمتعظ أو يشكوا الزمان وصروفه عاش هادئا قانعا بما كتبه الله له عزيزا معطاءا  ، فقد كان مديرا لمدرستي ( الجماهير ) بالمكلا وصديقا لوالدي وعرفت صداقتهما يوم طلب مني إستدعاء والدي فأتيت بأبن عمتي فقال له أريد والده وأنا أعرفه وكنت خائفا لايضربني أبي .. فقلت ماباليد حيله فجاء والدي الى المدرسة  فأذا بهما يتعانقان ويتحدثان وقال لوالدي رحمه الله عليه لاتضربه..                                                           عاش عفيفا شريفا لايتسول أحد أويطلب عون أحد وهو في أشد حالة العوز رغم تاريخه المجيد ، كان نجما كرويا يشار له بالبنان في فريق نادي وحدة المكلا ، ولعب لمنتخب حضرموت وكان أحد أبرز نجومه وصال وجال في ملاعبنا الترابية وكان رمزا من رموز ناديه الوحدة المكلاوي وحضرموت ، عمل ممثلا مسرحيا أبدع في جل أدواره وتألق على المسرح كثيرا ، وكان شريان عطاء تخرجت على يديه أجيالا كثيرة ، تسلق سلم الإبداع في المجالات التي خاضها عاشقا مجيدا وفارسا عزف على أوتار القلوب والعقول ومات شريفا وحيدا ببيان نعي كما هي عادتنا نحن في هذه البلد ، فغاب وغابت معه إبداعاته وتاريخه وإخلاصه ووفاه ، عاش فقيرا ومات فقيرا معدما يتحسر كل من عاشره وعايشه على ماض كان فيه يحيى ذلك الفارس الهمام والنجم الذي لاينطفي وأقام له حيه والفريق الذي أسسه في حي المساكن ( مائة وتعسة وستين شقة ) بفوة دوريا على كأس يحمل أسمه وفاءا منهم لهذا الرجل المبدع.                                                              عمل راويا في العمل الفني الراقص " موطن العشق " يروي للأطفال عن تاريخ حضرموت ، ومن هنا سافر التاريخ ، وهو بحاجة لمن يروي تاريخه ويذكر الأجيال بمبدع سطر أروع الأدوار ، ورسم البسمة على الشفاة في ملاعب المستديرة نجما كبيرا ، وعلم من أعلام حضرموت ، علم أجيالا كثر  ، ربما مازالوا يتذكرونك ويذكرون ماضيك الجميل ، سيأتي يوما من يكرمك ويكرمك أيها الوفي ، فالتاريخ لاينسى وأنت للتاريخ ملهما يايحيى ، أحييت فينا الموروث الثقافي الحضرمي والرياضي ، فحان الوقت لنحيي ذكراك ونكرمك ونكرم تاريخك الكبير والطويل والوفاء وإخلاص السنين ونقول لأجيالنا من هنا سافر تاريخ الكبار ومن هنا إرتسمت الفرحة على الشفاة ومن هنا كان للعلم نور ومنار ، ومن هنا كان يحيى بن علي الحاج  عاشقا للمكلا والديار وحسن الجوار ، ومن هنا كان يحيي الذكريات والتاريخ الحضرمي المجيد ، سيأتي يوم تتحدث فيه المكلا المدينة العاشقة عن مجدها وتاريخها وعشاقها وأنت منهم أيها النبيل

      فنم قرير العين في قبرك هانئا ، ساكنا بيد رحمن رحيم ، فمن هنا سافر التاريخ !!!