جاري التحميل ....
Adds
single-post

الرهان يستقدم كوكب الشحر الى وادي حضرموت عام 1961م

12/04/2021

 قد قلت لك يا الكوكب لا تباري الاحقاف.

 الرهان يستقدم كوكب الشحر الى وادي حضرموت عام 1961م

 سقاف وقيراط  ورحلة الاحقاف .

(شبيبة عدن الواي اول فريق عدني يزورالوادي 1970م)

سيئون / ذكريات يرويها الكابتن غالب صالح الحامد / حضرموت سبورت

لعبة كرة القدم كانت هي الهواية المهيمنة في حضرموت وهي ذات تاريخ عريق, و كان الحماس والتنافس في كرة القدم مناطقياً بين المدن ,المكلا الشحر سيؤن تريم القطن شبام الحوطه الغرفه الخ .اول فريق كرة قدم تم استقدامه من ساحل حضرموت الى وادي حضرموت كان فريق كوكب الصباح بالشحر عام 1961م وفي ذلك قصّة شيّقة, فسور دمّون كان يفصل بين الدولة الكثيرية والقعيطيه, وكان احد ابناء الشحر نائبا عن الدولة القعيطية في لواء شبام والذي يضم ايضا دمّون وعينات الخ. وهو الشيخ علي بن محمد العماري من عائلة عريقة تتصف بالعلم والتجارة وو ومقربة من السلطنة القعيطية, المذكور ممن يهوون كرة القدم, له من العلم  والادب القسط الكبير , درس بعدن بمدرسة بازرعه , وبالشحر بمدرسة مكارم الاخلاق  ومدرسة تحسين الوحدات بالمكلا ,وما اكتسبه من الاسرة ,أي انه مؤهلا لهذا المنصب ,فاوكلت اليه مهام كبيره منها استقبال السلطان الاميرغالب بمطار الغرف عن عمر لايتجاوز الاثناعشر عاما والطواف به بالوادي, إضافة الى مهام خطره بثمود ومواجهة المقدم عيظه بن حريز .المذكور عزز وجوده بالمنطقة كنائب للقعيطي, بالزواج بدمّون من بني تميم لما لهم من سواد وطائله على بني ظنه ,وعلى المنطقة الشرقية ,وله تواجد وحضور بشبام ,وكانت له علاقات مفتوحة مع ابناء تريم ,من الشباب الاثرياء الهاوون المتحمسون لكرة القدم ولفريقهم مناطقيّاً ,فدخل معهم في تنافس وتحدّي ورهان, باعتباره ابن الشحر الكوكبي النائب للقعيطي, فقام باستقدام فريق كوكب الشحر الى الوادي ولأول مرة ,على حسابه الخاص للعب في مواجهة فريق شباب تريم العريق, وكسب الشيخ العماري التحدي والرهان بتريم, ولعب الكوكب مع الاحقاف بسيؤن فتعادلا. فتنفس رعايا الكثيري الصعداء. وغنّت سيؤن (قد قلت لك يالكوكب لاتباري الاحقاف شف معهم ابوانور وعلوي وسقاف والحارس حسين حامد كما الديك النقّاف)  قال تلك الكلمات المرحوم عوض عمر باجبير (طيّح ).الشيخ العماري له من العلاقات الواسعة بالوادي منها مع العم الرياضي سالم بن علي  الحامد  واستضافته له ببيته بسيؤن  مع فريق كوكب الشحر, الاستاذ علي سعيد التميمي ابو ابراهيم زميل بالمكتب والعمل بمشروع وادي حضرموت الزراعي ,احد ابناء دمّون الاوفياء الاذكياء تزوج من احدا بنات الشيخ علي العماري. فكان ابراهيم واخوته اسباطا للشيخ علي محمدالعماري.

(قيراط وسقاف ورحلة الاحقاف) استقدام الفريق العدني الشبيبه الواي  الى الوادي .

اشتد وتعمق التنافس في لعبة كرة القدم بالوادي في نطاق المدينة الواحدة مع ظهور الاندية الجديدة لكثافة الاقبال على ممارسة تلك اللعبة, فتوزع اغلبية الجمهور الرياضي  على تلك الأندية .واخذ الشعور بالانتماء لهذا النادي او ذاك اشكال شتى في غاية التعقيد فيه تتداخل الالوان. بلغ الحماس ذروته في سيئون بين نادي الاحقاف وتاريخه, وشباب الاهلي وجمهوره كنتاج للواقع السياسي الجديد. سقاف احمد السقاف كان هو الرئيس المنتخب للأحقاف بإجماع الجميع فهو اللاعب الموهوب القديم المخضرم والمدرس الناجح من اول دفعة تخرجت من ثانوية المكلا ليعمل مدرسا بالوادي ,وهو اللاعب البارز واسع العلاقات بأندية الساحل ولاعبيها وهيئاتها الإدارية والعديد من الشخصيات ,فظل هو وغيره متربعين على هيئة نادي الاحقاف ,.لقد اشتدت التناحرات على الساحة الرياضية بسيئون ليكون لها امتدادها السياسي, وحاول الاخرون الاطاحة بسقاف ومن معه. كما يقول الاستاذ سقاف فقد استخدمت تنقلات المدرسين كوسيله من بين عدة وسائل للإطاحة به ومن معه ,من قبل الطرف المناوئ لهم ,فتم ابعادهم عن سيئون , وتم نقله شخصيا الى منطقة حوره ,والاستاذ محمد عبدالرحمن السقاف (ودعبد) الى منطقة قسم والاستاذ عبدالله عبدالقادر السقاف كذلك الا ان تلك المحاولات لم تنجح وعصفت بذلك النادي حالة من الفوضى بعد فشل انتخاباته عام 1970م ,ليتحمل مدير الشئون الاجتماعية عوض السبايا مسئولياته ويتمكن من اعادة الانتخابات بنجاح, نجحت اطراف اخرى من ادخال عناصر لها نالت القبول, لتشارك في تسيير امور دفة النادي الى جانب المجموعة التقليديه.كان مأمور سيئون في تلك الفترة الاستاذ المرحوم محمد سالم بن حويل رجل ناضج ,مرن مرح ,يتقبل الجميع. تزوج بسيئون من اسرة ال بامخرمه ,انجب بنتا, متعقلا في تصرفاته التحق فيما بعد بوزارة الخارجية بعدن ,التقى الهيئة الجديدة للأحقاف ,مبدئا لها كل الدعم وليكن اول نشاط لها  بمثابة المغامرة وذلك باستقدام ولأول مرة فريق رياضي من عدن كان متواجدا بالمكلا ضيفا على نادي الشعب. كان فريق الشبيبة المتحدة الوأي العدني  بالمكلا على نفقة نادي الشعب. جمهور كرة القدم بالوادي ونحن من بينهم نحرص كثيرا على حضور مباريات الأفرقة القادمة من الساحل وحفظ اسماء اللاعبين ايوب وعبدالصمد والعقربي وباصالح وبايوسف وغازي عوض وشيبوب وعمارو وطه رفمابالك من حضور مباريات اشهر فريق بعدن ,عدن التاريخ والفن والرياضة وما لها من حضور دولي ,ذلك هو بمثابة حلما لجمهور الوادي ,سعى لتحقيقه سقاف ,وكانت تلك البعثة الرياضية يتجاوز عددها الثلاثون شخصا أي ان التكاليف ستكون باهضه ,النقل الجوي لجميع افراد البعثة والسكن  والغذاءات والنفقات والمواصلات تلك امور تعد باهضه بالنسبة لنادي الاحقاف ليس له مصادر دخل غير المباريات والاشتراكات. فكان الاستاذ رئيس النادي سقاف بن احمد امام محك واختبار صعب , لضخامة المهمة ,فكان التفاوض مطلوبا مع  كل الجهات المعنية بالمكلا, نادي الشعب ممثلا بالأخ صالح بن دغار ,نادي شبيبة الوأي العدني من خلال مسئول البعثة, والتنسيق مع السلطات الحكومية بالمكلا ,فكان النجاح حليفا لهذا الشاب الطموح المتحمس عاشق الرياضة ,حيث سخّر وجنّد كل امكانياته وعلاقاته القديمة بالساحل منذ ان كان طالبا بثانوية المكلا اول دفعه والتي كانت تضم عناصر بارزه ,وعلاقته بملاعب الساحل وانديتها حيث التحق بنادي الاحرار وعلاقاته باللاعبين الذين يعرفهم شخصاً شخصا وجماهير الأندية  ,ابدت السلطة بالمحافظة تعاونها اللامتناهي من خلال الاستاذ محمد محفوظ باحشوان سكرتير المحافظة ,فما بالك بعلاقات الاستاذ سقاف  واخرين فتم تخفيض تذاكر الطيران للبعثة الى خمسين بالمائة, ولم يكن مأمور سيئون  الاستاذ محمد بن حويل الرجل الشهم الطيب بأقل كرماً من مسئولي المحافظة من خلال العديد من التسهيلات توفير بيت الضيافة بسيئون والمطبخ , فكان الطباخ العم سعيد عسيله رئيسا للجنة الغذاءات وكذا تسهيل المواصلات الداخلية الخ. مع ما يكنّه الاستاذ سقاف من حب وتقدير لكل الاطراف لتعاونها الا انهم حاولوا املاء شروطهم مصداقية لولائهم لأنديتهم مثلا نادي الشعب طلب نسبة من دخل المباريات المقامة بالوادي باعتبارهم خسروا ماليا ولم يغطوا صرفيات البعثة بالساحل الا ان  الاستاذ سقاف ساومهم  ووعدهم بنسبة من الفائض بعد تغطية نفقات بعثة عدن بالوادي ,كما طالبت البعثة العدنية بصرفيات شخصية للأفراد ومتابعة اجازاتهم بعدن حيث تم تمديد الرحلة خلافا لما كان محددا لها لتملي كل الاطراف شروطها ,وبمرونة وحكمة المفاوض وعلاقاته الواسعة بالساحل كلاعب مشهور خاض بملاعب الساحل العديد من المباريات, تمكن من تجاوز الصعاب مهما كانت من بينها تأجيل رحلة الطيران من المكلا الى سيئون, ومن سيتحمل عبئ ذلك التأخير, بل وصل انه وفي اخر لحظة من مساء اليوم الاخير بالمكلا وفي وقت متأخر من الليل بالمكلا كانت هناك الحاجة لكيس رز بسمتي كغذاءات للفريق الضيف غير متوفر بسيئون ,تم توفيره ونقله بواسطة الاخوين حسين حامد وعباس سالم الحامد.(الاثنان كانا حراسا لمرمى الاحقاف).ابدت قواعد نادي الاحقاف ومشجعيه تعاونا لا متناهيا باستشعارهم المسئولية تجاه الضيف القادم ,وكان البعض مسخرا امكانياته من مواصلات سيارات ودراجات وغيرها تحت رهن النادي وتوفير بعض الادوات او الاواني من منازلهم.

ان وصول فريق الشبيبة العدني الى الوادي رغم كونها مغامرة خاضتها هيئة الاحقاف الإدارية الا انها حلماً في ذلك الزمان ان يشاهد جمهور وادي حضرموت فريقا رياضيا قادما من عدن مشهورا كفريق الشبيبة وتحقق ذلك الحلم ووازرت كل اندية الوادي الاحقاف في عملية الاستقبال والاستضافه.ونجحت تلك المغامرة ولكن بالإرادة الفولاذية المعززة بالحماس لذلك النادي. وحُسن القيادة مدفوعة تحت تأثير التنافس الشريف. وطموحات الشباب. لقد اعطت تلك الرحلة الناجحة لشبيبة الواي بعدن الى وادي حضرموت انعكاساتها الايجابية رياضيا على مستوى اللعبه,كأول فريق عدني بذلك المستوى حينها, فاحتكاك لاعبوا الوادي بأمثال هؤلاء اللاعبين له ثماره وكذا استمتاع الجمهور عاشق كرة القدم ,والتعارف بين ابناء الوطن الواحد, فقد كان الاقبال الجماهيري على حضور تلك المباريات خياليا لم تشهد له سيئون من مثيل فقد اكتضّت المدرجات واسوار الملعب وخارج الملعب بالجماهير,وعاش الوادي بذلك حدثا استثنائيا تاريخياً, رغم ذلك الا ان صرفيات ونفقات رحلة الفريق العدني التهمت مجمل ريع تلك المباريات, لم تكن نتائج المباريات بالوادي او كسب المال محل رهان وانما الاحتكاك وتبادل الخبرات هو الاهم ,فكان لسقاف الاحقاف ريادة السبق كقيادة رياضيه جديرة واعية ناضجه ,و كان سقاف بالملعب كما شاهدناه هو الدينامو بمبارات  الشبيبة والاحقاف وهو الندْ قامةً ولعباً لقلب دفاع الواي والمنتخب الوطني قيراط, واكثر اللاعبين مجاراة للياقة البدنية التي يتميزون بها لاعبي الواي الى اخر دقيقة بالمباراة ,تلك صفة يتميز بها سقاف اللاعب المحصّن صحيّا واخلاقيّا .اضافة الى انه جمع بين رئاسة النادي واللاعب المعتمد عليه كثيرا في الفريق, ومن المفارقات الغريبة ان يتفاجأ الكابتن سقاف في مطار عدن وهو مغادرا للدراسة بدولة الجزائر عام1973م  ان يكون بمعيته في تلك الرحلة الاستاذ يسين عبدان وهو من كان رئيسا بهيئة نادي شبيبة الواي خلال رحلتهم للمكلا والوادي .