جاري التحميل ....
Adds
single-post

عمارو رمانة الميزان وإسطورة حضرموت

12/07/2020

 عمارو رمانة الميزان وإسطورة حضرموت !!!

كتب / فؤاد باضاوي / حضرموت سبورت

         لم يكن لاعبا عاديا عابرا في تاريخ ناديه ومحافظته ووطنه ، بل كان إسطورة كروية رسمت ملامح حب ووفاء وإنتماء وولاء ، صاغ لحنا كرويا بديعا في وسط الملعب " رمانة الميزان " وخط الإتزان والتوازن ، فكان ملهما وبوصلة إتصال وتواصل ، تراه شامخا في الميدان يوزع هداياه ويداعب كرة القدم بحنان ورفق ورقة ، لم تنجب مدينة التمباك والطباشير والمعايين والعلم مثله رجلا بمواصفات خاصة لايمتلكها غيره ، الكابتن ( عمر همام بن همام ) الشهير( ب عمارو ) يعرفه الصغار قبل الكبار مبدعا ممتعا ملكا في دائرة الوسط وموهبة لن تتكرر في ملاعبنا ، نجم جمع بين الفن والأخلاق والرواق والبساطة فعانق المجد من أوسع أبوابه في فريق يعج بالنجوم والأفذاذ ، لعب الكرة بالشوكة والسكين بطريقة إرستقراطية رائعة وكأني به يرسم لوحة بريشة فنان تشكيلي ، شكلت المتعة سلوكه وإسلوبه فكان مثالا للبساطة والشهامة والوفاء . ، لعب لشباب الغيل والأهلي فكان خط الوسط ماركة خاصة ( بعمارو ) لايملاؤها غيره ، لعب في صفوف المنتخب الوطني فسطر أروع الألعاب ، وعزم السفر فأوقفه الرفاق ، فرضي بمقهاه يسترزق منها ، ويتنفس هواء الغيل وشوارعها ومزارعها ...

       عمارو والأهلي صنوان لايفترقان إن إشتكى أحدهما أصيب الآخر بالحمى  ، نجم بمواصفات أوروبية وإستايل خاص ، أحب الغيل  "وودني لابلادي الغيل وكنان رأسي "، رحل عمارو فكان رحيله أعصار عصف بعشاقه وعشاق الأهلي ، رحل في سكون في زمن ليس بذاك الزمن الذي كان للوفاء عنوان وللشهامة كنان ، رحل فودعته الغيل حزنا وكمدا وبكته الفيافي والقوافي وكنت قبل رحيله قد طالبت بتكريمه هو والكابتن ( عمر سويد ) أطال الله عمره بوصفهما رواد المستديرة ومعمريها ولكن كان القدر أسرع ..

          فنجم بمواصفات وصفات الكابتن ( عمارو) يجب أن يحتفى به ويقدر حق قدره وتاريخه ومستواه يشفع له ولكننا في بلد مثل القطة التي تأكل أولادها ، تعيش المواهب بيننا وتموت هاكذا وبيان النعي جاهزا وكفى ،  شاهدته في أيامه الأخيرة في الملاعب فأيقنت أننا أمام إسطورة وسألت عنه من عاصروه فقالوا ( كان فلتة زمانه ) وفارس خط الوسط وصانع المتعة والسعادة الغيلية للشباب والأهلي ومنتخب حضرموت ومنتخبنا الوطني لاتمل من مشاهدته وهو يداعب كرة القدم وتود لو أن الكرة تبقى بين أقدامه لاتفارقه أبدا ..

-      نال شرف أول لاعب حضرمي يتم إختياره للمنتخب الوطني الجنوبي في العام (72م ) ولعب أساسيا في صفوفه في بطولة أقيمت في الجزائر وتألق كما هي عادته أليس مثله يستحق التكريم وأما وقد رحل عن دنيانا قانعا بما قسم الله له وستظل ذكراه تملاءالآفاق وستحكي الغيل للأجيال قصة هذا النجم وتاريخه وأجمل مزاياه ، وتحدثهم عن فنان أبدع وأمتع وصال وجال وتوقفت عنده فصول المتعة وقال للأيام لاترحلي                                                                     تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وعشاقك ومحبيك الصبر والسلوان ..                                  إنا لله وإنا إليه راجعون !!!