جاري التحميل ....
Adds
single-post

وداعا أبا أنور...بكتك القلوب...قبل الأعين

26/09/2021

 وداعا أبا أنور...بكتك القلوب...قبل الأعين

أبو أنور.... الشيبة

 (قد قلت  لك يالكوكب لاتباري الأحقاف

شف معهم أبو أنور وعلوي وسقاف

والحارس حسين حامد كما الديك النقّاف)

ذكريات يرويها الكابتن / غالب صالح الحامد / حضرموت سبورت

ودعت سيئون أحد أبنائها البارين المخلصين، إنه حسين بن محمد بن أحمد السقاف (فرقز) أبو أنور، بعد عمر قضاه حافلًا بالعطاء، ارتبط اسمه باسم هذه المدينة الجميلة، وهذه التربة الغالية، وتاريخ هذه المدينة والوادي في مجال الرياضة وساحات العمل الميكانيكي والإداري والوطني.

ارتبط اسمه بلعبة كرة القدم وملاعبها، فقد لعب منذ الخمسينيات، لاعبا مشهورا مميزا منذ أن كان اللاعبون لايرتدون الملابس الرياضية، وإنما يلعبون بصوارينهم أيام فريق الوادي والعاصمة، حتى لعب بفريق نادي الأحقاف بسيئون لكرة القدم، وكان حريفا بالملعب أكثر من الآخرين، فاشتهر أبو أنور في ملاعب حضرموت ساحلا، وواديا،  وكانت تتم الاستعانة به أيضا من قبل فرق الوادي الأخرى عند ذهابها إلى لساحل، منذ طفولتنا كنا شغوفين بمشاهدة *أبي أنور* عن كثب والذهاب لرؤيته بعد المباريات والتمارين، عام 1962م غنت سيئون أغنيتها المشهورة، من كلمات عوض عمر عبدالله باجبير ود عمر

قد قلت لك يالكوكب لاتباري الأحقاف

شف معهم أبو أنور وعلوي وسقاف

والحارس حسين حامد كما الديك النقاف

وذلك في أول استقدام لفريق كرة قدم من الساحل من قبل نائب الدولة القعيطية بشبام، الشيخ علي بن محمد العماري

ظل أبو أنور يصول ويجول في الملاعب حتى النصف الاول من السبعينيات فأطلق عليه لقب الشيبه، الشيبه لكبر سنه ولقدمه بالملاعب دون الآخرين واحتفاظه بقدراته ولياقته، إلا أن لقب أبو أنور هو اللقب السائد.

أعجبت به  وبلعبه وأنا طفلٌ صغيرٌ، فطالما ذهبت لرؤيته بعد مباريات الأحقاف، وهو بالقميص الأحمر الأخضر للأحقاف وبجواره كرامة سعيد الصيعري، ومحمد بن خبران، ودحمة وفرج ريحان والسوداني جاويش وأحمد عبدالخالق وغيرهم  وجاورته بالملعب وأنا شبلٌ وبالفر يق الثاني للأحقاف، ولعبت ضده خصما وأنا لاعب بفريق شباب الأهلي  بسيئون، وعملت معه متقاعدا بمشروع وادي حضرموت الزراعي، كنا متقاعدين في أكناف المرحوم الصديق الوفي أحمد علوي كريسان، نجح أبو أنور في ساحة ميادين أخرى منها العمل الفني الميكانيكي والإداري، فعمل بالورشه أول وأعظم مؤسسة  حينها ورشة سيئون محطة التاجير، وبزغ نجمه من جديد  وعاد متألقا اسم (أبو أنور) مستبدلا البدلة الرياضيه ببدلة العمل العمالية، وبقيت تلك الابتسامة، وتلك التعليقات والمرح على محيا ذلك الرجل الوطني المتواضع البسيط، المتعاطف مع الجميع فكانت فضائله كثيرة بمحطة التأجير على العديد من الأسر الفقيرة، والمحتاجة ومن كانت تعاني من الظروف الخاصه  اختير ممثلا للعمال حينها لإخلاصه وإبداعه، وأختير أيضا ممثلا في مجلس الشعب الأعلى أعلى سلطه تشريعيه حينها وعين مديرا لمحطة تاجير الآليات  الزراعية بسيؤن لخمسة عشر عاما حتى التقاعد ولم تكتفِ بهذا، فذهبت بعد التقاعد  إلى دول أجنبية، لاستقدام آليات زراعية،  لمشروع وادي حضرموت ومحطة التاجير. وكنت خير من يستشار .

سبعة وثمانون عاما قضيتها ياشيبة الأحقاف (١٩٣٤-٢٠٢٢م ) خلالها كنت تجرى خلف محبوبة الملايين كرة القدم  لاسعاد جماهير الأ حقاف والوادي وعطفت بعدها ممثلا للعمال، وعضوا في مجلس الشعب الأعلى،لدوررتين انتخابيتين، كنت خير ممثل للجميع شاهدتك، أنا مع أحد كوارث السيول تتفاقد سواقي وادي جثام زمان حتى قمتم بإصلاح وترميم موزع المياه، أنجبت من الأولاد أنور وقد توفي قبلك، وأحمد وزكي وعلي  ومجموعة من البنات لك من الاخوان دكتور احمد السقاف وحسن وضياء وخالد. حفظهم الله جميعا وأصلحهم

تودعك سيئون باكية حزينة تحمل لك كل معاني الامتنان والإقرار بفضائلك كرجل من رجالها الأشاوس، ضحى بوقته، وحياته في ميادين العمل والإبداع، رفع اسمها فوق حيود الجبال حمل اسم الأحقاف وحملته جماهير الأحقاف، وعمال محطة التأجير، فلم يتبق من زملائك وأصدقائك إلا القلة القليلة. لقد سبقوك إلى دار القرار، هناك أبو سليمان عباس الحامد وأبو وداد امدو بن عبدالرحمن بن عبيدالله، ودحمة عبدالرحمن إبراهيم، وسالم الحسني، وسبقتك زوجتك الأولى وابنك الأكبر أنور، تودعك سيئون يا أبا أنور، وذكريات مسجد طه وكرسي صلاة الجمعة بمسجد الرحمة.

كم كنت كريما يا أبا أنور، فلم تحرص على جمع الأموال وكنزها، بل تحرص على العمل، أذكرك كم أتيت مرارا حاملا لعمال ورشة مشروع وادي حضرموت وجبة غداء مجانية مفاجئة، كنت تسعد بسعادة هؤلاء العمال!

تبكيك يا أبا أنور الورشة، وهون الورشة والمخارط والأليات وعمال الورشة، فهاهو أحد عمال الورشة *محمد أحمد بن شهاب لقيته باكيا يذرف الدموع على أبي أنور، وفاء لماضٍ تولى وزمالة عمل، يذكر له المحاسن منها الكثير ابن شهاب كعادته وفيا للجميع محبا للجميع. يبكيك زملاؤك يا أبا أنور من هم لايزالون على قيد الحياة زملاء عمل وملاعب، فهاهو رمزنا الوطني الرياضي سقاف بن أحمد السقاف وهاهو أنيس حسن بن أحمد السقاف زميل عمل بالمحطه وصديق لك وهاهو سعيد باوزير مقعدا بالمنزل زميل عمل وصديق، وفي الملعب, وهاهو سالم عبدالخير ياقوت زميل عمل والكثير من محبيك.