جاري التحميل ....
Adds
single-post

حضرموت , الرياضة والطرب , بين سقاف وعبدالرب

06/04/2021

 حضرموت , الرياضة والطرب , بين سقاف وعبدالرب

سيئون / غالب صالح الحامد / حضرموت سبورت

ونحن أطفال بالصف الرابع ابتدائي بالنهضة, مادة التاريخ تتناول الشحروالمكلا وسلطنة الحبوظي و الكثيري وبن بريك والكسادي وأبى دجانة وما قاله الشاعر باعطوه (على خازوق بارودنا بيّت وظلّا ونفّقنا البضاعة وسلّمنا المكلّا) كانت حضرموت دولة واحدة. زمان هدية من يأتون من المكلا لنا درزن أونصف درزن موز اخضر, وبرفقتها كزابة, وقصعة من حلوى السيّد ملفوفة بأوراق, ملفوفة بخيط.. سوتري.

المكلا اتت بعد الشحر الميناء, ولنا بالساحل أقارب. ولنا بها زملاء دراسة زملاء ملاعب وهوايات وأصدقاء..

حاول السلطان الكثيري استعادة الشحر (سعاد) عام ١٢٦٥هـ  (١٨٢٨م )إلّا أنه لم يتمكن, ورد عليه الشاعر ربيع بن سليم وهو شاعر علي ناجي بن بريك سلطان الشحر بقصيده تقول (سعاد ماهي رخيصه ياعبود) عبود بن سالم الكثيري قائد موصوف لألاف من عسكر الكثيري لاقتحام سعاد الشحر وسانده حاكم مكه, ورد عليه شاعر آل كثير سعيد بن علي باجراد قائلا بقصيدة (سعاد فاطر ولقّحها القعود).وتقاربت الأمور فيما بعد بين الكثيري والقعيطي وصلت حد التفكير في الوحدة فيما بينهم، (0الصوره المرفقه تجمع سلطاني حضرموت بمصر)لاستعادة دولة حضرموت, وسبقهم من باب الفكاهة ممزوجة بالسياسه قال أحد الشعراء (ضيّعت راس المال عادك كيف تبغى الفائده .. وايش لامّك تذكر الوحده لعلّك واحده) (ذا سيل لأهله يرعضونه ماتخيّل راعده .. كلّك سمك خلّ السياسه للعقول الراشده).

 قبل ثمان وخمسين عاما, عام ١٩٦٢م وصل إلى المكلا طلّاب اول دفعه وسطى سيئون في أول رحلة لهم إلى المكلا , يرافقهم الأستاذ السوداني حسن جاويش ,وتم تسكينهم بإحدى المدارس المطلة على البحر, بالمساء كان صوت هدير أمواج البحر واصطدامها بالجدران ,مثار إزعاج للطلبة القادمين من الداخل مما اضطرهم  للذهاب لمنطقة الجابيه,وحضور حفل فني ساهر تسمى بالمكلاوية (مَخدَرَهْ)في ذلك الحفل, شاهد الطالب سقاف بن أحمد السقاف  ولأول مرة في حياته الفنان الكبير محمد جمعه خان على خشبة المسرح مغردا, أمنية تحققت، كان يحلم بها سقاف. وفي زيارتهم لوسطى الغيل لأول مرة وهو أول أكبر صرح علمي بحضرموت شاهدوا مسرحية قام بتمثيلها من كانوا طلابا حينها أحمد بن غودل ويحيى بن على الحاج. .

وبعد عام أي  في عام ١٩٦٣م ذهب طلاب السكن الداخلي بثانوية المكلا (في هذا العام اول دفعه منهم محمد عبدالرحمن السقاف امين عاشور الكثيري عبدالله حسين الكثيري عمر صابر محمد جعفر الحبشي يسلم صابر) ومن بينهم سقاف بن أحمد , وزميله سعيد عمر فرحان (بوعمر) .(أبوعمر ) ابن الديس الشرقية, ذهبوا لحضور حفل ساهر يحييه زميلهم اللاعب الفنان عبدالرب إدريس لاعب كرة قدم مشهور،  بفريق شباب المكلا  فنانا ناشئا محبوبا, الدكتور عبدالرب إدريس من أبناء المكلا من مواليد ١٩٤٦م (يحمل الآن الجنسية السعوديه) لاعبا بكرة القدم بفريق شباب المكلا بالستينيات رغم صغر سنه وجسمه ويتصف بجمال أخلاقه واستقامته ووداعته، وهو جميل وأسمر ,لطيف الطباع , جمع بين الهوايتين حبّه للفن وعشقه لكرة القدم، إلا أن حادثة ما تسببت في إعاقته عن استكمال مشواره الرياضي, والتفرغ للفن والذهاب الى دولة مصر لدراسة الموسيقى. ويعد عبدالرب موسيقارا عربيا مشهورا

أتى الفنان عبدالرب إدريس إلى سيئون بالستينيات كما روي لي، وأحيا سهرات خاصة ومن بينها في بيت سالم بن علي الحامد غنى فيها أغنية (من شعاب الخضر ياظبي الشمال)  ويقال سهر أيضا في حفلة زواج بالقطن...

كان الفنان عبدالرب إدريس زمان يتيح للجمهور ترشيح الأغنية المطلوبة, بكتابة اسم الأغنية على قصاصة وَرَقْ تُقدم له على المسرح, عندها استلم الفنان عبدالرب ورقة مكتوب عليها الأغاني المطلوبة، التفت للجمهور باحثا لمعرفة من المرسل فتعرف عليهم فكانت تحيتهم له بالأيدي من بعيد وابتسم بعد أن عرف أنها مبعوثة من زميله سقاف بن أحمد وزميله سعيد فرحان (بوعمر) , طلبوا أغاني صنعانية وخليجية وعربية للفنان عبدالحليم وأم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وغيره، لعلمهم المسبق بإجادة الفنان عبدالرب لتلك الأغاني.. كان ذلك  عام ١٩٦٣م عام افتتاح ثانوية المكلا وفي هذا العام توفي محمد جمعة خان فحزنت عليه المكلا والبنقلة والسوق كما قال المحضار..

 ماجمع بين ابن الساحل المكلا الدكتور الفنان الكبير عبد الرب إدريس وابن الداخل الأستاذ الكابتن الرمز الوطني الرياضي سقاف بن أحمد السقاف ليست الرياضة وحدها وعضوية فريق شباب المكلا, بل الفن أيضا فسقاف السقاف هاوٍ ذواق للفن والموسيقى العربية بشكل عام ويعزف بالمسرح على آلة الطرمبه بعد تشجيع الفنان علي بنقاله له بعزفها, وهو بالوسطى طالبا وله بها مشاركات ,وينتسب من حيث الخؤولة لآل الحامد المعروفين بميولهم الفنيّة وعزفهم على الآلات الموسيقية..

بل إن خاله سالم حسين الحامد كان عازفاً على العود ومغنياً.

كان سقاف طالبا بالمكلا يأتون إليه أخواله يوم الجمعه لاستضافته إلى بيوتهم بديس المكلا في حالة ماهناك مباريات , كالفنان شيخ بن أحمد الحامد وأخيه عطاس, بل حتى الآن لايزال بيت العم شيخ الحامد مفتوحا لنا. وأبناء عطاس المضيافون . ويكن لهم الأخ سقاف كل تقدير.

.يشكّل داخل حضرموت  وساحلها وحدة مجتمعية  متكاملة  لا تنفصم عراها ثقافيا تاريخيا واجتماعيا وتربويا ورياضيا وفنيا... إلخ فوسطى غيل باوزير أول وأكبر صرح تعليمي بحضرموت (١٩٤٤م) , يقال إن فكرة انشائها كانت بسيؤن, كانت هي السباقة  لولا اصوات محلية دينية حالت دون ذلك, فادّت إلى تأخير افتتاحها بالداخل حتى عام ١٩٥٨م  فصادف تخرج أول دفعة من وسطى سيئون مع افتتاح ثانوية المكلا ١٩٦٣م ليلتحق عدد منهم بثانوية المكلا. علما بأن أعدادا من طلاب الداخل  سبق وإن التحقوا بوسطى الغيل (تاسيسها ١٩٤٤م) ودار المعلمين بالغيل من بينهم النوابغ, عبدالرحيم محمد السقاف وأخوه عقيل, عبداللاه محمد بارجاء أحمد محمد بن صافي ,محمود سعيد مدحي ومصطفى عبود, سالم وعلوي عبدالرحمن, فاروق بن علي الكثيري ومحمد حسين الكثيري,خالد وأحمد فدعق, ألخ. وكان المستوى التعليمي هو المقياس للقبول لاغير(عن كتاب الأستاذ محمد علي باحميد التعليم الحكومي بالدولة الكثيرية ١٩٦٧م/ ١٩٤٩م)

كانت رياضة كرة القدم في أوج عصرها بتلك الفترة بحضرموت ساحلا وداخلا, ,شكّل قدوم الطلاب للدراسة بثانوية المكلا من كل نواحي حضرموت تعزيزا ودعما للفرق الرياضية بالمكلا. وقد اشتهرت من بين هؤلاء أسماء, صلاح مرسال ,سقاف بن أحمد السقاف (رمزنا الوطني الرياضي ) الدكتور محمد عبدالرحمن السقاف (أسمول),والأعجم وعقيل مسلم وجعفر بن يحيى  وغيرهم ,  التحق سقاف بفريق شباب المكلا (١٩٦٣)وكان الشباب يعج باللاعبين البارزين من بينهم الفنان الدكتور عبدالرب إدريس والعقربي وصلاح أحمد مرسال (وهنا نشأت العلاقات الأخوية بين هؤلاء اللاعبين من الداخل والساحل) قبل أن يلتحق اللاعب سقاف وآخرون بفريق أحرار المكلا مع مجموعة من بينهم العقربي.

رمزنا الوطني الرياضي سقاف بن أحمد السقاف قامة تربوية تشهد له المنشآت التعليميه والصفوف والقاعات الدراسية وهامة رياضيه تركت أقدامه آثارها على جميع ملاعب المحافظه وصالات ألعاب القوى, شخصية بحجم ذاك الرمز ألقت بظلها على حضرموت منذ بداية الستينيات , كان اسمه محفورا منقوشا على كرة قدم حضرموت.عندما أتى للمكلا زائرا ببداية السبعينيات ليستقدم فريق شبيبة عدن إلى سيئون,ضيفا على نادي الأحقاف فتحت له جميع أبواب دوائر ومؤسسات المحافظة, فمن لا يعرف اللاعب سقاف بن أحمد, هو شخصية اجتماعية عامة منفتحة على الجميع, يجلّها الجميع.

لايمكن أن ننسى خروج الجماهير الرياضيه بسيئون هاتفة عام 1962م (قد قلت لك, يالكوكب, لاتباري الأحقاف, شف معهم أبو أنور وعلوي وسقّاف, والحارس حسين حامد كما الديك النقّاف) وظلت تلك أهزوجة نرددها منذ أن كنا أطفالا..

من أحب أغاني عبدالرب إلى قلبي (طائر بلا ريش بلا ريش عامل من الشوق ريشي),هنا لَعِبَتْ الصدف مفاجآتها, حينما طار الدكتور الموسيقار عبدالرب إدريس ليواصل تأهيله الأكاديمي بمصر مبعوثا من دولة الكويت, كان الأستاذ الكابتن المدرب سقاف بن أحمد السقاف قد طار هو الآخر إلى مصر في طريقه مبتعثا إلى دولة الجزائر للتأهيل في مجال التدريب الرياضي من قبل دولة اليمن الديمقراطية, عام ١٩٧٢م وعودته إلى مصر قادما من الجزائر بعد التخرج ١٩٧٤م ومكث بمصر فترة من الزمن, مجبرا, بين ظهراني أصدقاء وزملاء وأقارب له كانوا يعيشون بمصر للدراسة, في عزبة تسمى عزبة آل قاضي, وعزبة جديد السقاف, أحدهم هو من يحمل اسم سقّاف أيضاً ولكنه ابن الحبيب علوي بن عبدالله  السقاف *القاضي*, الآن دكتورا مشهورا, اسمه يملأ الآفاق بالإمارات, متقد الذكاء كما يصفوه, المذكور الدكتور *سقاف علوي*, ليس بعيدا عن تلك الأجواء لقد درس بوسطى سيئون وكان ترتيبه الثاني على الدفعه وكان الثاني أيضاً على ثانويات بغداد,(زملاؤه الدكتور هاشم محمد شيخ المساوى والدكتور عبدالله حسن الكثيري) فالتحق بطب القاهرة,  وكان لاعبا بالفريق الأول لوسطى سيئون حينما نجحوا ولأول مرة من انتزاع النصر من الأحقاف في مباراة مشهورة كانت حديث المجالس والأندية حينها. والحادثة المشهوره التي ظلت بذاكرة الكثيرين التي قام فيها حارس مرمى الأحقاف حسين حامد المشهور أشهر حارس مرمى بالوادي بمطاردة أحد لاعبي فريق المدرسة الوسطى بالملعب لتسجيله هدفا استفزازيا الطالب هو (الدكتور محمد الحبشي (سكرنو)أطال الله عمره من أبناء الحوطة.).

لقد كانوا بمصر قعودا يجترون تلك الذكريات الجميلة في مسامرهم ومن بينها أن الدكتور سقاف علوي تمكن من التهديف بتريم من كرة ركنية في مباراة جمعت وسطى سيئون وأهلي تريم متسببا ذلك الهدف في انفضاض المباراة. وذكر تردده على بيت الأديب علي باكثير بالقاهرة.

وصولا في استعراض الذكريات إلى الدكتور عبدالرب إدريس ,وما حققه من نجاحات فنيّة كفنان وملحن وموسيقار ومدرس للموسيقى ,على مستوى الوطن العربي فقاطعهم أحدهم بنبأ وجود الفنان عبد الرب بالقاهرة وهنا كان الأستاذ الكابتن سقاف بن أحمد السقاف حريصا على لقائه كزميل قديم ,وحَرَصَ الآخرون على سماع غناء الدكتور عبد الرب. فذهبوا إليه وجدوه مرحبا بهم في موقع سكنه أجمل ترحيب ,هكذا هم الحضارم عند لقائهم بالمهجر تتقارب القلوب,. وتم تذكُر السهرة التي أقامتها مدرسة وسطى سيئون خلال رحلتهم الى المكلا في ديسمبر ١٩٦٤م احياها الفنان عبدالرب ادريس والفنان عيدروس بن سعيّد الكاف.  ..

وغنّى الفنان عبدالرب إدريس 

تعبنا والتعب راحة معاكم ياحبايب, فما بين سقاف وعبدالرب حضرموت رياضة وطرب,

فهل أن الأوان لتكريم الدكتور عبدالرب ادريس من الساحل وتكريم رمزنا الوطني الرياضي سقاف بن أحمد من الداخل, التكريم اللائق. للفن والرياضه الحضرميه.سموا منشئات تحمل لهم اسماء نعتز بها.ليس كثير علينا.