جاري التحميل ....
Adds
single-post

العيسي و العيس

01/02/2023

العيسي و العيس

كتب /  سليمان  مطران  / حضرموت سبورت

بِضَغْطَة أصبع على الريموت  قادتني لرؤية قناة فضائية يمنية لأقف امام مشاهدة لبرنامج رياضي حواري مباشر ، خُصِصت حلقته  لمناقشة الاداء الفني لمشاركة منتخبنا الوطني اليمني في خليجي٢٥ في بصرة العراق .

فَخَرجَتْ عن مسارها لتصل الي هدفها المُخطّط له ، فتفننت في إعادة لقطة تغيير(واقي الساق ) وجعلت منه تميمتها وبشكل مُقزز لا يرقى الي الاعلام الرياضي الوطني الذي ينشد التصويب وإنمالإستهداف الشيخ/ احمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم فاسرفت في تكرر اسمه اكثر من ذكر لاعبي منتخبنا وهم من  يستحقون الاشادة لإحراجهم لمنتخبات خليجية اكثر منهم استقرارا نفسيا وماديا و معيشيا وافضل تحضيرا بدنيا وفنيا وتفوقا  وأهم شيء يمتلكون  دولة لم تفكر يوما الدخول في حرب مع شعبها، دولة  قائمة بدستورها  بنظامها  بقوانينها، دولة لديها أعلام وطني حقيقي متطور واعلاميين وطنيين ينظرون الي الانسان بفكره وعطاءه الوطني لا الي (واقي ساق) يحققون منه هدف سياسي رخيص أساء كثيرا لمنتخبنا الوطني ولم يسئ  لرئيس الاتحاد العيسي الذي  قدم و دعم وساند الاندية والمنتخبات الرياضية منذ عام ٢٠٠٦ تقريبا الي اليوم و في وقت صعب غاب فيه النظام مذ عام ٢٠١١ ،  فحافظ بكل مسؤولية و حرص على ان يبقى النشيد الوطني والعلم اليمني عاليا و الكرة اليمنية حاضرة في كل محفل رياضي  خليجي وعربي و أسيوي ،  وقام بعمله الانساني  على اكمل وجه في معالجة الكثير من الرياضيين و أسرهم وايضا ابتعاث بعضا لمواصلة دراسته وهذا ما لم يقدمه النظام وحكومته الشرعية و مجلس الرئاسي  بإستثناء المقربين جدا لها و له  .

 لا أعلم لما تناسوا ما حصل قبل اعوام في صحن ملعب (المريسي) وقت أن تم وضع لاعب مُصاب على نقّالة الاسعاف فهوت به الي الارض، او ذلك المصور الذي دخل صندوق المرمى (خط ١٨)  لالتقاط صور تنفيذ ضربة الجزاء، فكانت نفس القناة تبرر ما حصل لان وقتها كان(زعيمهم) هو الدافع الرئيسي للشيخ والداعم له ، وكان (الشيخ) يغدق عليهم بالسفريات و مرافقة المنتخبات وكانت فنادق و مطاعم العاصمة مفتوحة، فلن ينبس أحدهم ببنت شفة إلا اعلاميون يعتدون بأصابع اليد الواحدة كانوا أشد نقدا له وتصويبا لأخطائه وتجاوزاته،ليس كُرها له وفيه و إنما  حُبا  لوطنهم و يبكون حُرقة اذا ما أصاب رياضته خدشا يشوه اخلاقها و فنّها وسموها ويحرف مسارها الانساني في الحب والسلام   .

قَدَرَ الشيخ / العيسي  أنه مسؤولا عن لعبة "كرة القدم" الاكثر حضورا وشعبية وتمثيلا وطنيا فيُهاجم هجوما شرسا، لأن ما تعانيه الرياضة اليمنية من انتكاسات متكررة  وتمثيل لا يُذكر إلا بكل أساءة و تهكم على اليمن و شعبه لم يكن هو متسببا فيه وإنما للمنظومة السياسية و الرياضية  و الإعلامية كلها التي تبدأ من وزارة الشباب والرياضة ومكاتبها في المحافظات وتنتهي بالجمعيات العمومية للاندية والاتحادات التي تم سلخها تماما عن العمل المؤسسي بتدخل المال السياسي فأفسدها بدعمه الماكر لإعلام لا نظير له في قبحه و نفاقه ، فتبوأت قيادات حزبية مناصبها و تم مضايقة القيادات الرياضية الشابة مع تسييس الجمعيات العمومية لها ، فأستعبد المال السياسي حرية الرياضة و فكرها  الثقافي و الاجتماعي فخسرت اهدافها و مفهومها الذي لا يخضع للتلميع  .

الكل يعرف كيف سارت و سُيّرت انتخابات الاندية و الاتحادات الرياضية بما فيها الاعلام الرياضي ، كلها بالمال و التضبيطات و عزائم الكبسة و المندي وللأسف حتى انتخابات الرئاسة و مجالس النواب سقطت في ذات المستنقع  .

فتفريخ الاندية خاصة في المحافظات الجنوبية شاهدا على قبح الوجه السياسي في الرياضة  .

لايُفهم ما سطرته تبرأة لأخطاء رئيس الاتحاد في(كرة القدم) التي لا يبرؤها أي كلام، لأن الشيخ كان و لازال وسيظل يدير الاتحاد العام بفكر وثقافة النظام السابق (المشيخي) مثله و مثل مشايخ اليمن فكل مرافقها و مؤسساتها و شوارعها متمشيخة فلماذ "حبكة" عند الشيخ العيسي أهـ ؟

 

صدقوني لن يتعافى مجتمعنا ولا رياضتنا  ولا مؤسساتنا ولا سياستنا مالم تتعافى أفكار و ثقافة الجمعيات العمومية للاحزاب والتنظيمات والمكونات مما عُلق بها من ثقافة بيع و شراء أصوات الشعب ،فإختياراتها سببا مُباشرا  في كل مصائب الوطن سياسيا و اجتماعيا و تعليميا وثقافيا   ورياضيا .