جاري التحميل ....
Adds
single-post

محاكاة لابني احمد

23/02/2020

 محاكاة لابني احمد

كتب / ماهرالمتوكل / حضرموت سبورت

 مرت سنة على موت ابني احمد الذي فقدت معه زينة الحياة الدنيا وبفقداني له ولرحيله فقدت حبي للحياة واصبح الامل والتفاؤل والسعادة كلمات جوفاء خالية من الشكل والمضمون الذي يفترض انها تمثله فلم اعد بحاجه للأمل لان احمد كان زينتي واملي بالحياة ومن سيات لي بالتفاؤل في عالم لم اعد اجد فيه احمد يؤانسنني ويرفع من معنوياتي في عالم ادمن الزيف والتوحش والجحود والخيانة وكل ما لا يمت للإنسانية.

لان احمد كان يشعرني بضرورة التحرك هنا وهناك ورفض السكون الذي كان يمقته كونه يحب الحياه ومنطلق ولا يحبطه شيء الا حزني وعجزي وكيف اشعر بالسعادة التي كان يمنحها لي فقد كان يعشق ان  يصحوا باكرآ للذهاب للمدرسة او ليتناول وجبة الفطور في يوم الإجازة والخروج للتسوق والعودة للغسلة والذهاب للمسجد لتأدية صلاة الجمعة ليعود وهو يشع نورآ وحياه ليقبل راسي ويطرح سؤاله الذي كان يحاصرني به والمتمثل بقوله (اليوم بنخزن) رحمه الله كان يحب تعاطي القات بجنون وهو من جملة اشياء تسببت بمرضه بسرطان الدم بعد ارادة الله .  
مرت سنة ولم الق خيرآ ولا عافيه من بعده فمن اين لي بمخلص ووفئ ونقئ وصادق حتي في المواقف الذي ستضره مصداقيته ووضوحه ولم اشاهد ابتسامه مشرقه  كابتسامته ولا ضحكآ من القلب، حتي تدمع عيناه كابني  احمد رحمة الله تغشاه واعترف هنا بانه لا يشبهني بروحه  وفكره النير وسموء اخلاقه وترفعه وتسامحه فقد كان لا يشبهه احد من اسرتنا ولم اجد من يمتلك ما خص الله انسانآ مثله باستثناء شراهته لتعاطي القات واللامبالاة بالمذاكره وبالطبع احمد انسان عادي بالنسبه لاسرتنا ومن عرفوه ولكنه ملاك بالنسبة لي.فقد كان استثناءآ بزعله وحنقه الذي لا يتعدئ الدقائق ورغم تضييقي وحصاري له وما تسببت له بسبب حبه لتعاطي القات من مضره بالنسبة له الا انه كان يات لي ليصعقني بقوله( لو تذبحني ) وتحول حياتي لجحيم لن اكرهك وعليك ان تستوعبنا كما استوعبك   جدئ من قبل وانت  تتفهم الناس باشكالهم والوانهم وطباعهم وسيئاتهم حاول تتفهم حرصي ورغبتي بتعاطي القات فيكسرني حينها وارجع اخزن معه بقاتي واذا الامور متيسره اعطيه ما باستطاعتي ليذهب مع اخيه مطهر ليخزن مع بعض اهلنا بالبلاد بجهران . 
مرت سنه ولم يعد يثير اهتمامي  شئ في الحياه التي لم تعد سوا فرض واجب او اداء روتيني الي ما شاء الله صونوا اولادكم وحبوهم واحضنوهم كلما استطعتم لذاك سبيلا فقد يات عليكم يومآ يعصركم الندم والالم معآ لتقصيركم ليس لتودوا واجبكم تجاه اولادكم وخصوصآ الابن البكر واسوعبوا امالهم وطموحاتهم وتفهموا لرغباتهم في حدود الممكن وتسامحوا مع اخطاء ابنائكم وتقبلوهم كما هم وساعدوهم بما لا يضيق بعيشتهم وبما لا يتسبب لهم بمضره قد لا يدركون توابعها وامنحوهم فرصآ وتغاضوا عنهم بقدر ما تعطون فرصآ  وتتغاضون عن عشيقاتكم. او من سلطهم الله عليكم من مرت سنه لانطوائيتي ومحاكاتي لابني احمد ولم يعد بي حيلآ للحزن ولا ذرف الدموع او الجهش بالبكاء وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله ورحمة الله تغشاك يا ابني احمد الذي اتمنى ان تصلك حروفي كونك من سيتفهمني ويدرك مصابي بك وسيستميح لي العذر ويكرمني بالمسامحة وبس خلاص