جاري التحميل ....
Adds
single-post

سيئون.. وقوة مقدرتها على فرض واقعها

02/07/2019

 سيئون.. وقوة مقدرتها على فرض واقعها

كتب / عدنان باسويد / حضرموت سبورت

   لن أدخل في تفاصيل بطولة الملاكمة العربية التي أقيمت في مدينة سيئون بحضرموت ولن أتطرق في سلبياتها وإيجابياتها أو سياساتها ولماذا تم إقامتها في ظل تردي الأوضاع. لكن سأتحدث وبإختصار من منظور آخر.. ألا وهو التنظيم وقدرة سيئون وأهلها على الخوض في أصعب التجارب وإثبات نجاحها، مهما كانت نوعية تلك المسابقات والبطولات، سوى كانت عربية أو عالمية ومهما كانت الظروف.

   سيئون -أو كما يحلو للبعض مناداتها بـ"الطويلة" أو "مدينة النخيل"- واحدة من أجمل مدن حضرموت واليمن، تمتلك رقعة جغرافية واسعة من الاخضرار وإرث حضاري ضخم وتراث حضرمي أصيل، وأناسها يتمتعون بثقافة عالية ومعاملتهم وطيبتهم رائعة تسمو نحو التعاليم السمحاء، المتمسكة ببيئة وعادات الأرض الحضرمية الأصيلة، تجعلهم دوماً نحو السمو بين المجتمعات.

   سيئون إستمرت في التجهيز للبطولة برغم ان الموافقة والاختيار بأن تكون على أراضيها جاء متأخراً.. ولكن صمود أبنائها وبساطتهم وإبداع أهلها وثبوتهم على النجاح الذي دائماً محالفاً لهم، كونهم هم حضرموت الانسان وأصالته.. نجحوا بكل المقاييس في ذلك.

   حضر الضيوف إلى (مطار سيئون الدولي).. كان الإستقبال بحفاوة الكرم الحضرمي الأصيل، الذي تميزت به مدن وادي حضرموت منذ بدايات تاريخها العتيق وكونها ليست غريبة على إستقبال وفود السياح الأجانب على مدى عقود، لزيارة متاحفها الراقية ومواقعها الأثرية العظيمة، التي منها إنطلق الإنسان الحضرمي إلى الساحل وإلى مناطق الخليج وشرق آسيا وأفريقيا. كانت سيئون وجهة السياح، يتوافدون إليها أفواجاً وبشكل يومي من جميع أقطاب المستديرة، قبل ان تتغير السياسات اللعينة التي عصفت بالبلاد والعباد.

    كانت الإبتسامات واضحة على شفاه الضيوف، بوصولهم إلى أراضي تلك التحفة الطينية الأثرية التي يعشقها الأجانب للتوثيق. قاموا بزيارة مواقع أثرية عظيمة في سيئون، وعرفوا الجزء الأهم من حضرموت الإنسان وحضارته التاريخية القديمة عن قرب.

   بدأت البطولة في (الصالة المغلقة) وكانت مجهزة تجهيزاً رائع، يعكس صورة أهل الأرض ورقيهم وإحترافيتهم في جميع فنون التجهيز، رغم قلة الإمكانيات ورغم انهم يخوضون تجربتهم الأولى في هذا المجال. لم يلتفتوا إلى القيل والقال ولا إلى الإنتقادات ولم يتعذروا بسبب الوضع المزري الذي تعيشه البلاد.. وانما نظروا وإهتموا؛ كيف يكونوا الأفضل من حيث تقديم الكرم الحضرمي للضيف ومن حيث مقدرتهم على تنظيم المسابقات والبطولات الدولية وبصورة رائعة، في ظل كل العوائق، دون الرجوع والخنوع للغير. مع حضور وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية.

   أثبتت سيئون بأهلها وشوارعها ومنشآتها الرياضية وفنادقها وأماكنها الأثرية ونظافتها، أنها في أتم الجاهزية في كل وقتٍ وحين، دون الإلتفات إلى الأعذار والسلبيات أو التكاسل وأنها قادرة على صنع المستحيل في ظل جميع الأوضاع الصعبة، خاصة حين لاقت إستحسان الضيوف بجمالها الأخاذ.