جاري التحميل ....
Adds
single-post

شيبوب قصة الأمس الجميلة

12/06/2020

 شيبوب قصة الأمس الجميلة !!

كتب / فؤاد باضاوي / حضرموت سبورت

دخل عالم التدريب متسلحا بتاريخه الكروي المجيد وموهبته الكبيرة كلاعب عانق المجد من أوسع أبوابه الكابتن /يسلم خميس بامؤمن / الشهير ب ( شيبوب ) إبن حضرموت وديس المكلا حيث كان للماء والزراعة مكان وكيان ، حيث سكنت أسرته العريقة هناك تفتحت موهبته الكبيرة على فانلة النادي الشعباوي في الديس المكلاوي ، وكان واحدا من مواهب حضرموت الكبيرة التي عرفت التألق والمجد والحب الكبير كلاعب متفرد ومتميز أجاد فن التسديد على المرمى بأتقان وتفان ، سريع مهاري جسد فنه بوفاه وإخلاصه وتفانيه ..

    شخصية تدريبية قوية هيبتها وكيانها قاد فريقه الشعب تدريبيا وصعد به العام ٨٠ م الى مصاف الكبار ، ودرب بعدها الثنائي المكلاوي التضامن والمكلا ، وإنتقل مدربا لأهلي الغيل ووحدة شحير وسمعون الشحر ، أي إنه كان ساحلي الهوى والإنتماء ، عشق البحر عشقا جما وكان من رواده .. أبتعث الى جمهورية الجزائر في دورة تدريبية رفعت مداركه التدريبية ، وهناك إختارته سفارتنا في الجزائر مدربا لمدربا للمنتخب اليمني الموحد ولعب أمام منتخب السودان وفاز منتخبنا على شقيقه السوداني في الجزائر ، إنخرط في عدة دورات تدريبية محلية في كل من صنعاء وعدن وإنتقل مدربا محترفا مع فريق نادي هلال الحديدة ووصل بالفريق الى المباراة النهائية للصعود للممتاز ..

         مدربا مقندرا صاحب فكر تطويري ورؤية مستقبلية إختارته إدارة نادي التضامن ليدرب فريقها في تصفيات الصعود للممتاز في العام ٨٩م فقدم رؤيته ومقترحه للإدارة بأجراء عملية تجديد للفريق فوافقت الإدارة على ذلك ، ودخل في صراع وخلاف مع مجموعة تضامنية عارضت فكره وفكر الإدارة لكنه أصر على خياراته التدريبية وزج بمجموعة شابة في صفوف الأزرق وعمل على بلورة أدائها ومزجها ببعض وجوه الخبرة وعلى رأسها الكابتن / عوض علي بايوسف / وأنور الكلدي / وتأهل التضامن مع شيبوب للتصفيات النهائية على ملعب الشهيد الحبيشي بعدن ، وهناك رسمت جماهير التضامن لوحة فرح على مدرجات ملعب الشهيد الحبيشي وكانت معزوفات البوق للماهر ( صدقي) عنوان الرابطة التضامنية ، وكان المدرب شيبوب الأخ والصديق والأب وكان يؤم الفريق للصلوات جماعة وأقترب من اللاعبين وعرف كيف يستخرج مخزونهم المهاري واللياقي ، وأتذكر جيدا المباراة المهمة أمام عرفان وكيف كان الإنهيار سيد الموقف ، كانت الدموع هي عنوان المباراة تشجيع هستيري في المدرجات وخالطت الدموع معزوفاتهم وبعضهم أسعف الى المستشفى ، واللاعبين في قمة تركيزهم وأدائهم الرائع أمام فريق متمرس ، كلهم فقدوا صوابهم الا هو المدرب ( شيبوب) كان أكثر تركيزا يوجه هذا ويحث ذاك على العطاء القوي وكان نجومه يحاكوه طوال المباراة وخاصة النجم جمال باعبود الذي بذل مجهودا خرافيا ، وكان يطالب الكابتن ( شيبوب ) بتغييره لأنه أستنزف قواه وكان يشد من أزر لاعبه ويحثه على بذل المزيد وإستغلال مرتدات التضامن على المرمى العرفاني ، وصاد جمال أحد تلك المرتدات ولم توقفه الا شباك عرفان وهي تعانق هدفه التالث هدف الفرحة الكبرى ، وتساقط اللاعبين بكاءا ومعه جمهورهم الوفي الذي كان يردد : أنستنا يابو العيون الكحيلة ، جاكم الأزرق يلعب الليله ، يلعب الليلة ، وكنت واقفا خلف المدرب الكابتن ( شيبوب ) تسمرت قدماي وتساقطت من عيني الدموع وكانت عنوان تلك المباراة فرحا للأزرق وحزنا عرفانيا عميقا بثلاثية جميل باواحدي وعادل محسن وجمال باعبود مقابل هدفين لعرفان ، ومعها طارت الأخبار الى شرج باسالم بالمكلا وعمت الأفراح الشوارع والبيوت وزغرد ن النسوة من الشرفات ، وأنتصر /  يسلم خميس بامؤمن / لفكره ورؤيته ووحد الجميع فرحا وهتفت الجماهير فرحا ، وإستقبل الأزرق إستقبال الأبطال في المعهد التجاري بفوة وتم أقامة مأذبة غذاء لكل العشاق قبل أن يزف الفريق في موكب خيالي ، إخترق شوارع مدينة المكلا فرحا وأهازيج وعشق لاينتهي ، في موكب لم ولن يتكرر حتى اليوم وتلك شهادة للتاريخ !!!