جاري التحميل ....
Adds
single-post

ملك المراوغة الساكن في القلوب الحضرمية

31/05/2020

 ملك المراوغة الساكن في القلوب الحضرمية .

كتب / فؤاد باضاوي / حضرموت سبورت

يتربص بك في أضيق مساحات الملعب ويتخلص منك بلعبة جميلة وحرفنة لايتقنها الا هو المهاجم البديع الحريف الكابتن / سالم محمد بامطرف / إبن الشيبة رحمه الله .. المراوغة كانت لعبته المفضلة ومتعته في الملاعب يحتار المنافس من أين يأتي لإبن الشيبة وكيف يستخلص منه الكرة ، بلمسة وتغيير إتجاه تجد نفسك خارج اللعبة وخارج المنافسة ، إنه من القلائل الذين تلاعبوا بالكرة في أضيق المساحات واصعبها ، إنه ملك خط ال١٨ ومهاجم مقدام وهداف كبير ..

        كان الجمهور الرياضي للأهلي وكل حضرموت يرقبه ويتتبعه ويرصد تحركاته طمعا في لعبة وحرفنة خاصة ومراوعة مجيدية تنتزع الآهات والتصفيق من مدرجات الملعب وتتلاعب بالمشاعر والوجدان وتجدد الشوق لهذا الفنان المبدع الذي صال في خط هجوم المتعة والرعب في النادي الأهلي ومنتخب حضرموت ، مثلنا في المنتخب المدرسي في الدورة العربية في الصومال فكان مثالا للحضرمي الرائع والأنيق والمتألق ،  فحضوره يعني حضور الكرات الراقصة والمراوغات الجميلة والتمريرات المتقنة والألعاب الساحرة والكرات الماكرة ..

    عاشق الغيل وسر متعتها ، الأرض التي قدمت نجوما وأفذاذ في كرة القدم وفي التعليم وفي السياسة وفي غير مجال من مجالات الحياة ، أرض التمباك والطباشير والمعايين والنخيل والمواهب الكبيرة والرائعة ، أحب الراحل أزقة وشوارع وقهاوي الغيل ومزارعها وباغها الجميل وأهلها الطيبين فبادلوه العشق وكان أيقونة غيلية جميلة  ، وصورة رسمتها ملامح الزمن في كل حضرموت وفي كل ملاعبها ، الكابتن الذي ودعنا وكل عشاقه مبكرا خلف بسمة وهمسة ولمسة وفاء إخترقت القلوب والأفئدة وحلق بالعشاق في سماوات المحبة والعشق الأزلي ...

     أن تكون مهاجما بل ولاعبا في النادي الأهلي أيام العز فالأمر يتطلب الكثير من الموهبة والرسوخ والوهج الكروي ، ولكن أن تكون ضمن رباعي الرعب في المقدمة الأهلاوية فذلك يتطلب منك الكثير وأولها الموهبة الكبيرة /  وإبن الشيبة / ولد كبيرا عملاقا في الملاعب وأفصح عن موهبة سحرت القلوب ونجما فوق العادة عانق المجد والكؤؤس والألقاب والنفوس وتوقفت عنده المتعة وإزدانت ساحات الغيل بفنه وحرفنته البديعة ... لم أعاصر كل تاريخه وتابعته في مراحله الأخيرة في الملاعب ، لكن كل من تابع بداياته قال : إنك لم ترى المتعة الحقيقية والمراوغات الجميلة والرشاقة واللياقة التي كان عليها هذا الفتى في بداياته وإسلوب الكرة الراقي بوجوده في الملعب وكيف كان يتراقص بالخصوم مثل غزال شارد أراد الفرار في صحراء المجد الكبيرة ...

       سيذكرني قومي إذا جد جدهم ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ... رحلت بدرا في سمانا ، رحلت في زمن إفتقدنا فيه تكريم النبلاء ، ولكن ثق أيها الراحل العظيم ، ستذكرك الأجيال وستكرم فيك الموهبة الكبيرة أنت والراسخ المرحوم / عمارو / في قيادة جوقة الأهلاوية في الزمن المعطاء ، وربما يأتي في الغيل وحضرموت من يكرم الأحياء من العمالقة الأفذاذ وعلى رأسهم كبير الموهبين الكابتن / عبدالله باعامر / أطال الله عمره  وزمان كانت لنا أيام يالعباد ..

      سيذكرك التاريخ وسيحكي الزمن للأجيال قصة وفاك وقوة موهبتك ، سيأتي من يقدر عطاك ومن يعترف بالمواهب والعطاءات الكبيرة ، ستتذكر الأجيال لمحاتك ولمساتك الفنية النادرة ، وسيقول الزمن للأجيال هنا كان ملك للمراوغة إسمه / سالم بن الشيبة / هنا كان للفن الكروي عنوان وشنة ومقام  ،  هنا كان لاعبا يحرك المدرجات بأسلوبه الممتع ومراوغاته البديعة ، هنا كان فنانا يرسم بالأقدام لوحة جمال ويبدع ويصول ويجول والكرة بين أقدامه تطيعه وتتطوع مع جسمه الرشيق ، هنا كان / سالما / مسالما أنيقا هدافا هنا كانت كرة الأهلي للمتعة والإبداع والله لك أيام أيها الراحل البديع !!